شارك
الرئيسية
لفت ملعب توتنهام هوتسبير (Tottenham Hotspur) الانتباه عندما استضاف في سبتمبر/أيلول عام 2021، أول مباراة كرة قدم خالية من الكربون على مستوى العالم، بين فريقي توتنهام المضيف وتشيلسي.
قبل المباراة، وُضعت خطة جيدة تضمنت مجموعة من المبادرات الصغيرة التي أسهمت في نجاح المباراة الخالية من الكربون (GameZero)، بداية من وصول اللاعبين على متن حافلات خضراء تعمل بالديزل الحيوي، ثم حث مشجعي الفريقين على السفر إلى ملعب توتنهام هوتسبير باستخدام السيارات الكهربائية أو الهجينة، وصولاً إلى دعم جميع المرافق في الملعب بنسبة 100% عن طريق الطاقة المتجددة، بما في ذلك الإضاءات.
جاء الاهتمام العالمي بهذه المباراة بسبب الوعي بالمخاطر التي تواجهها الملاعب في إنجلترا، فقد تتعرض ربع ملاعب كرة القدم الإنجليزية لخطر الفيضانات، وقد تغمرها المياه بالكامل بحلول عام 2050، في الوقت الذي قد يُشرد فيه أكثر من 5 آلاف شخص بسبب الكوارث المناخية.
في الوقت الذي كان فيه ملعب توتنهام هوتسبير صديقاً للبيئة ليوم واحد، فهناك العديد من الملاعب حول العالم التي أصبحت “خضراء” سعياً وراء الاستدامة والحفاظ على البيئة؛ لكن ما هي الملاعب الخضراء؟
الملاعب الخضراء
يشار إلى الملاعب صديقة البيئة حول العالم باسم “الملاعب الخضراء”، حيث تمتاز بتأثيرها الفعال على البيئة، ما يؤثر إيجابياً في الحياة عامة على كوكب الأرض. وتتعدد فوائد هذه الملاعب، إذ تمتاز بقدرتها على تقليل استهلاك المياه، مع الوصول إلى الحد الأدنى من استهلاك الطاقة، بينما تتبع عدداً من الأنظمة الخاصة بإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المستدامة، ما يؤثر في انخفاض معدلات التلوث، ومن ثم، تقليل المخاطر الصحية في المجتمع.
وعلى الرغم من انتشار الوعي بأهمية الاستدامة البيئية عامة، فإن اعتماد ملاعب كرة القدم لهذه المعايير يسلط الضوء على أهم المخاطر التي قد تواجهها البيئة وتؤثر في المجتمع، كما يمكن لدمج التدابير البيئية التي تتبعها أكبر النوادي أن تقلل من هذه المخاطر شيئاً فشيئاً، لذا، فقد ازداد عدد الملاعب الخضراء على مستوى العالم، فعلى سبيل المثال، وضعت قطر ملاعبها ضمن خطتها للاستدامة استعداداً لانطلاق كأس العالم 2022.
وفيما يلي، أشهر ملاعب صديقة للبيئة على مستوى العالم:
ملعب البيت في قطر
تنطلق بطولة كأس العالم 2022، على 8 ملاعب صديقة للبيئة في قطر، وقد نالت هذه الملاعب استحساناً عالمياً لتصاميمها المستدامة. فقد اتبعت قطر خطة للاستدامة حتى تحافظ على استدامة تأثير البطولة بعد انطلاق صافرة النهاية، وتبنت أفضل الطرق للتقليل من الغبار في مواقع البناء، علماً أن جميع الملاعب مرشحة للحصول على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة من فئة 4 نجوم على الأقل للتصميم والبناء وإدارة المنشآت، إلى جانب شهادة ذهبية للعمليات التشغيلية. كما حصل كل من ملعب المدينة التعليمية وملعب البيت على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة من فئة 5 نجوم في عام 2020.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه قطر على الاهتمام بأدق التفاصيل للحفاظ على ملاعبها صديقة البيئة؛ فمثلاً، أسست ملعب البيت الذي شهد مباراة الافتتاح من أكثر من 900 حاوية معاد تدويرها، كما غيّرت لونه من الأسود إلى الأبيض حتى لا يمتص الحرارة، وتستخدم أحدث التكنولوجيات الصديقة للبيئة، وتعمل على إعادة تدوير واستخدام النفايات والمياه، كما منعت أنظمة التحكم الذكية الاستخدام المفرط للموارد في جميع المنشآت.
وأكدت دراسة بعنوان “تطبيق الاقتصاد الدائري لبناء ملعب أخضر نحو استدامة بطولة كأس العالم في قطر 2022″ (Circular economy application for a Green Stadium construction towards sustainable FIFA world cup Qatar 2022) شملت ملعب المدينة التعليمية، التزام قطر باستخدام التكنولوجيات المبتكرة لتوفير المواد والطاقة للحد من التأثيرات على البيئة الطبيعية.
فورست غرين روفرز (Forest Green Rovers)
على الرغم من تذيله ترتيب الدوري الإنجليزي، فإن نادي فورست غرين روفرز نجح في الحصول على اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بأنه “النادي الأكثر خضرة في العالم“.
يستخدم النادي الطاقة الخضراء بنسبة 100%، إذ يعتمد على الألواح الشمسية المثبتة على سطح الملعب، كما يُعالج الملعب بطريقة عضوية تماماً، حتى إن عملية قطع العشب تتم عن طريق آلة تعمل بالطاقة الشمسية.
بدأ النادي رؤيته الصديقة للبيئة، منذ عام 2011، عندما اتخذ قراراً بإنشاء أول ملعب كرة قدم عضوي في العالم. وفي نفس العام، خصص مبلغاً من المال لتركيب 180 لوحاً شمسياً حول الملاعب حتى يتمكن من العمل بالكهرباء الخاصة به. كما يرتدي لاعبيه قمصاناً صديقة للبيئة. وفي عام 2016، زاد سعة الملعب 5 آلاف كرسي خشبي للحفاظ على استراتيجية النادي في الحفاظ على البيئة.
كاوهسيونغ الوطني (Kaohsiung World Stadium)
يستضيف هذا الملعب الشهير في تايوان، أشهر الألعاب العالمية، ويمتازه ببنائه من مواد مستدامة بالكامل، كما يحتوي غطاء المدرجات فيه على 9 آلاف لوحة كهروضوئية.
يجمع سقف الملعب مياه الأمطار، لتتوجه إلى نظام أنابيب ينقل المياه إلى صهاريج التخزين تحت الأرض، ومن ثم تعقيمها وإعادة توزيعها لاحتياجات الملعب. وقد كان كاوهسيونغ الوطني الملعب الأول الذي يوفر الكهرباء من الطاقة الشمسية؛ لتوفير احتياجته من الطاقة، والوصول إلى المناطق المجاورة أيضاً، فالهدف الأساسي من الملعب نشر ثقافة الاستدامة والحفاظ على البيئة بالمدينة أكملها.
يوهان كرويف أرينا (Johan Cruijff ArenA)
يعد الملعب الرسمي لنادي آياكس أمستردام من أكثر الملاعب استدامة في العالم، التي تتبع مجموعة من تدابير الاستدامة المثبتة والتكنولوجيا المبتكرة، كما يشارك في عدد من مشاريع الاستدامة سعياً للتأثير الإيجابي في المجتمع، بينما نجح في إنشاء نظام بيئي يعتمد على تحليل البيانات، في الوقت الذي يسعى ليصبح أكثر ذكاءً ليكون نموذجاً في الابتكار.
يوجد بسطح ملعب يوهان كرويف أرينا أكثر من 4,200 لوحة شمسية، إضافة إلى توربينات الرياح، والاعتماد على نظام بطاريات السيارات الكهربائية؛ وذلك لتوليد الطاقة الخضراء.
ملعب مرسيدس بنز
يعتبر ملعب مرسيدس بنز أول ملعب رياضي محترف في الولايات المتحدة الأميركية يحصل على شهادة الريادة في تصميم الطاقة والبيئة، وهو نظام تصنيف للأبنية الخضراء معترف به دولياً أنشأه مجلس المباني الخضراء.
يعتمد الملعب على إدارة مياه الأمطار؛ لتقليل مخاطر الفيضانات، إذ يمكن للخزان أن يستعوب مليوني غالوناً من مياه الأمطار، وتمكن الملعب من تقليل استهلاك المياه بنسبة 47%، كما يولد الطاقة المتجددة من 4 آلاف من الألواح الشمسية.
ولضمان مساهمة الجماهير في استراتيجية الاستدامة الخاصة بالملعب، تنتشر الدعوات للمشجعين للتأكيد على ضرورة إحضار علب وزجاجات الألمنيوم إلى الملعب لإعادة التدوير.